Home > Ar-Uncategorized > حزب النهضة الإسلامية وتنظيم “داعش” وجهان لعملة واحدة

حزب النهضة الإسلامية وتنظيم “داعش” وجهان لعملة واحدة

إن الأعمال الإرهابية الفظيعة التي تنفذها منظمات إرهابية ومتطرفة داخل دول عديدة في أوروبا وأمريكا وآسيا وإقريقيا وغير ذلك من بقاع الأرض إنما تدل على أن الإرهاب والتطرف العنيف يأتيان في مقدمة المخاطر التحديات التي تواجه العالم المعاصر.
ومن هذه التنظيمات المتطرفة التي عانت جمهورية طاجيكستان منها على مدى السنوات الماضية هو تنظيم يدعى حزب النهضة الإسلامية الذي تنتدرج تحته سلسلة من التنظيمات والجماعات المتطرفة والذي يشكل عاملاً لزعزعة الاستقرار والسلم ليس في طاجيكستان فحسب بل للمنطقة المحيطة بها طيلة خمسين عاماً مضت‘ حيث إن هذا التنظيم المتطرف يعود تأسيسه إلى سبعينيات القرن الماضي داخل حدود دولة الاتحات السوفيتي السابق.
والهدف الرئيسي الأيدولوجي الذي يتبناه تنظيم حزب النهضة الإسلامية الإرهابي منذ تاسيسه هو الانقضاض على الحكومات الشرعية في دول آسيا الوسطى والانقلاب عليها وإقامة الخلافة الإسلامية في هذه المنطقة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عبر الصراع المسلح والعنف والإرهاب.
وإن كان التنظيم الإرهابي المسمى بـ”داعش” (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) قد ظهر قبل خمس سنوات تقريباً بأيديولوجية تدميرية إلا أن هذا التنظيم لم يأت بهذه الأيديولوجية من عند نفسه بل إن حزب النهضة الإسلامية نشأ على نفس الأفكار المتطرفة والإرهابية ولم يتخل عنها يوماً من الأيام، وما زال يتبناها ويتمسك بها إلى يومنا هذا.
فمن هنا نرى أن عناصر من هذا الحزب الإرهابي قد انضموا إلى صفوف تنظيم “داعش” بعد ظهوره في العراق والشام ومع الأسف يواصلون أعمالهم الإرهابية في مختلف الدول التي لطالما كانت تنعم بالأمن والاستقرار.
وإن قيادات وعناصر من هذه التنظيمات الإرهابية قد غادروا البلاد بعد أن ارتكبوا جرائم فادحة وهم مطلوبون حالياً من قبل سلطات نفاذ القامون، إلا أنهم مع الأسف يقيمون في بعض الدول كلاجئين معتبرين أنفسهم من القوى المعارضة للحكومة الحالية ومتستّرين بمبدأ تعدّدية الآراء السياسية.
ويتولى زعامة تنظيم حزب النهضة الإسلامية الإرهابي المدعو محي الدين كبيري الذي حصل على حق اللجوء ويقيم في إحدى الدول الأوروبية.
بعد المحاولة الانقلابية الأخيرة الفاشلة الذي حدثت في شهر سبتمبر من عام 2015م وأدت إلى مقتل أكثر من 50 شخصاً من الأبرياء، هرب محي الدين كبيري إلى خارج البلاد وتبنى خياراً تكتيكياً آخر لتحقيق أهدافه المشؤومة مستغلاً ثقة شعوب بعض الدول وهذا التكتيك يتمثل في إلقاء رداء “الديمقراطية” على تنظيم حزب النهضة الإسلامية الإرهابي الذي لا يمد بأي صلة بدين الإسلام الحنيف.
وفي هذا السياق رداً على سؤال صحفي من وكالة أنباء “نستويشي فريميا” (https://www.currenttime.tv/) بتاريخ 3 يونيو 2016م حول تسمية “حزب النهضة الإسلامية” التي تثير الرعب لدى الكثيرين، خاصة الذين لا يعرفون شيئاً عن ويلات الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي، قال كبيري “إننا حزب شعبي مبني على القيم البشرية والدينية العامة”. هذا يعني أنه في ذلك الحوار ونظراً لأنه يقيم في الدول الأوروبية تنازل لأول مرة عن تسمية حزبه “إسلامياً” وأضاف أنه كان يريد أن يقوم بها الأمر قبل عشر سنوات.
وفي 27 يونيو عام 2019م صرح كبيري لوكالة الأنباء المشار إليها “أننا لا نرغب في إقامة دولة دينية وثيوقراطية. نحن حزب ديمقراطي مسمى بإسلامي”. كما أوضح أن سبب تسمية الحزب “بالإسلامي” يرجع إلى أن اسم الإسلام كان “موضةً” في السنوات السابقة وأنه قد آن الأوان لتغيير اسم الحزب وأن العمل جار على ذلك.
وإن كان كبيري يتشدق بديمقراطية ونسبة حزبه إلى القيم الديمقراطية عبر تصريحاته لوسائل الإعلام والسلطات في الدول التي لجأ إليها، إلا أن أعماله في واقع الأمر تختلف تماماً عما يدعي، حيث إن المقالات والمواد الإعلامية التي يتم نشرها عبر الموقع الرسمي لتنظيم حزب النهضة الإسلامية الإرهابي (payom.net) تحمل توجهات متطرفة وأفكاراً إرهابية تدعو القراء إلى الضلال والعنف والأعمال الإجرامية والفرقة وذلك من خلال التأويلات الخاطئة والمغرضة لآيات القرآن الكريم، فضلاً عما ينشره هذا الموقع من أفكار تحمل المعاداة للسامية والكراهية لغير المسلمين.
على سبيل المثال، جاء في المقال الذي تم نشره في 6 مارس 2020م تحت عنوان “ما هي تبعات غضب الله”، أن “الشخص الذي غضب الله عليه لن يهتدي إلى السراط المستقيم أبداً”. كما يشير المقال إلى أن أسباب الوقوع تحت غضب الله – منع انتشار الإسلام والردة أي الخروج من الإسلام والفرار من ساحة الحرب وغير ذلك من الأسباب. ويذكر كاتب المقال أن تحذير الله سبحانه وتعالى في قوله ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ” يشمل جميع من ينسحب من ميادين الصراع، سواء كان صراعاً عسكرياً أو سياسياً. وفي مكان آخر من هذا المقال يستدل الكاتب لتعزيز أفكاره بقول الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.”
وفي عصرنا الحاضر حيث تتعالى أصوات العقلاء بنشر مبدأ التعايش السلمي بين الشعوب والأمم وأتباع الديانات والعقائد المتنوعة ونبذ العنف وتعزيز حوار الحضارات فإن نشر مثل هذه الأفكار يبرهن على أن أصحابها تحمل توجهات داعشية ضلالية تنهل من معين المنهج الذي يعمل به تنظيم “داعش” لاستقطاب الشباب إلى صفوفه.
https://payom.net/hashmi-hudo-chi-payomade-dorad/المصدر:
وفي مقال آخر تحت عنوان “ضرورة القائد من منظور الإسلام” نشر بتاريخ 3 فبراير سنة 2020م يتم شرح وتوضيح النصوص الشرعية مثل “إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم” و”من أدركه الموت وليس عليه بيعة أو عهد (أي لم يبايع أميراً وقائداً مسلماً) مات موتة الجاهلية” بآراء متطرفة، حيث يقول الكاتب: “لا شك أن بيعة المسلم لأمير لا يلتزم بالإسلام عمل محرم. في هذه الصورة يجب على المسلمين الذين يعيشون في هذه البلدان أن يكون لهم قائد مسلم يبايعونه. عليهم أن ينتخبوا قائداً يتسم بالتقوى والشجاعة حتى يستطيع أن يدافع عن المسلمين أمام الحكام الظالمين وأن يتحمل المسؤولية وألا يختار السكوت”
كما هو واضح فهذا المقال أيضاً مليئ بأفكار متطرفة عنيفة تدعو القراء إلى محاربة غير المسلمين.
https://payom.net/zarurati-rohbar-az-nigohi-islom/المصدر:
وفي مقال آخر تحت عنوان “الهدف العظيم يتطلب فريقا قوياً” بتاريخ 26 يوليو 2019م يجري الحديث عن المقاومة ضد الحكومات الجائرة والظالمة ويقصد بذلك الحكومة الفعلية.
يقول الكاتب في هذا المقال: “نحن نعيش في عصر تتعرض فيه القيم الإسلامية والعدالة والحرية لخطر جاد في بعض البلدان الإسلامية بسبب وصول الدكتاتورين المعادين للإسلام إلى الحكم. يجب على المسلمين المناضلين أن يأخذ بعضهم أيدي بعض ليكونوا مثل بُناين قوي حتى يحبهم الله.”
ثم يذكر الكاتب بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ليستدل بها على أفكاره المتطرفة والمضللة حول عصيان الحكام والخروج عليهم.
فمن خلال مثل هذه المقالات يحاول حزب النهضة الإسلامية بقيادة محيي الدين كبيري لسوء استغلال العواطف الدينية لدى القراء ويحرضهم على الخروج على الحكومة الدستورية والانقلاب عليها عبر العنف.

https://payom.net/hadafi-buzurg-timmi-qaviro-mehohad/ المصدر:
وفي المقال الذي نشر بتاريخ 3 يناير 2020م تحت عنوان “الهجرة (إلقاء السلام على غير المسلمين) يرى الكاتب عدم جواز التحية لغير المسلمين الأمر الذي يتنافى مع روح التسامح والتعايش السلمي بين أتباع الديانات المختلفة.
وفي مقال آخر تحت عنوان “8 مارس- يوم حرية النساء أم يوم المكيدة” بتاريخ 8 مارس سنة 2018م يتناول الكاتب موضوع الاحتفال باليوم الدولي للمرأة والذي اعترف من قبل منظمة الأمم المتحدة ويتم الاحتفال به على النطاق العالمي تحت مسميات مختلفة. وهذا المقال يربط هذه الاحتفالية بتاريخ اليهود ويعتبر أن هذا اليوم هو يوم لخداع النساء واسترقاقهن بأسلوب معاصر ولا يجوز الاحتفال به في الإسلام.
فمن خلال مثل هذه المقالات يروج حزب النهضة الإسلامية لأفكار متطرفة ومتخلفة ويسعى لحمل أبناء الشعب الطاجيكي على التطرف ومخالفة القيم الإنسانية المعاصرة، مع أن جمهورية طاجيكستان هي دولة عصرية ديمقراطية وأن دستور البلاد يقر المساواة بين الجنسين ويكفل حقوق المرأة وحريتها.

https://payom.net/8-mart-ruzi-ozodii-zanon-yo-ruzi-makr/ المصدر:
وهناك مقالان آخران نشرتهما وكالة أنباء الحزب الإرهابي المحظور تحت عنوان “زواج البنت بدون إذن الوالد” بتاريخ 2 مارس 2020م وتحت عنوان “الفسخ (حل عقد النكاح)” بتاريخ 23 أكتوبر 2019م وهذان المقالان يتناولان موضوع الزواج والنكاح والطلاق والتفريق بين الزوجين وفيهما الكثير من المغالطات والأفكار المتطرفة التي تحط من قدر المرأة وكرامتها وتدعو إلى سلب حقوقها التي أقرها دين الإسلام نفسه في اختيار الزوج ورضاها في إقامة الحياة الزوجية. https://payom.net/beijozai-padar-ba-shavhar-baromadani-d/ المصدر:
كما أن هذا الموقع يتناول في كثير من مقالاته قضية الردة والارتداد وتأثيرها على النسيج الاجتماعي للمسلمين، الأمر الذي يثبت أن عناصر حزب النهضة الإسلامية يعتنقون نفس الأفكار المتطرفة والمضللة التي يتبناها عناصر وأتباع تنظيم “داعش” الإرهابي الذين يتهمون المسلمين الذين يستنكرون عليهم أفكارهم الضلالية بالردة والكفر.